الأذكار

دعاء السفر والركوب كامل مكتوب مع الشرح

كُلُّنا نسافر ونَتَنقّل من مكان إلى مكان آخر، حسب إمكانياتنا ووقتنا المتاح لنا ، ومَنْ مِنَّا لا يَتزود لسفره، إلا أن بعضنا يَغفل أهم شيء قبل السفر، وهو آداب السفر ودعاء السفر والركوب، ولهذا جاء هذا المقال ليحدثنا عن هذا الأمر، وكل ما له صلة بالسفر من خلال المحاور الآتية :

آداب السفر :

  •  الاستخارة: على المسلم أن يستخير الله في سفره ، سواء تعلق الأمر بالسفر بالطائرة ، أو السيارة، أو القطار، أو غيرها من الوسائل الأخرى ، فيستخيره في الوقت الذي سيسافر فيه وفي من يرافقه ، وأيضا في الوسيلة التي سيسافر بها .
  • الوصية : من آداب السفر أيضا خاصة السفر للعمرة أو السفر للحج ، أو السفر للعلاج أن يوصي المسافر أهله إما كتابة أو شفهيا ، وأفضل وصية وصية لزوم تقوى الله تعالى  وطاعته ، قال تعالى : ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ الله وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا)).سورة النساء : 131
  • التوبة قبل السفر: خاصة إن كان السفر للعمرة و السفر للحج ، علما أن التوبة ينبغي أن تلازم المسلم في كل حين، ويستغفر الله في أي وقت. زيادة إلى ردّ مظالم الناس.
  • الأفضل للمسافر الخروج يوم الخميس : ويستحب للمسافر أن يخرج للسفر يوم الخميس من أول النهار لتحصيل البركة التي تكون في أول النهار كما جاء السنة.
  • التوديع: من الأفضل للمسافر أن يُوَدِّع أهله، وأقاربه، وأصحابه، وجيرانه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أراد سفرًا فليقل لمن يخلِّف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)، كما  يستحب أيضا توديع الأقارب والأصحاب المسافر ويَدْعون له .
  • حسن اختيار الرفيق : يستحسن بالمسافر أن يختار الرفيق الصالح في سفره، وهذا الاختيار الصحيح من الأسباب التي توفق المسافر في سفره، وخاصة السفر للعلاج والسفر للعمرة، وأداء مناسك الحج ، والسفر للزواج و السفر للعمل .
  • الحرص على الدعاء: وذلك بأن يحرص المسافر على لزوم الأدعية والأذكار، ويدخل هذا في الاستحباب، إذ  ليس واجبا عليه ، ولكن على المسلم ألا يترك ذلك، كدعاء الخروج من المنزل ، ودعاء السفر ، ودعاء السفر للأهل، والوالدين والأقارب وخاصة السفر للعمرة والسفر للحج .
  • المحافظة على الواجبات : وخاصة الصلاة في وقتها، بالرغم من  أن الشرع  رخص لنا في قصر الصلاة في السفر.
  • الابتعاد عن جميع المعاصي و الذنوب : فيحرص المسلم على ما يرضي الله تعالى ويبتعد عن معصيته أثناء سفره .
  • العجلة بالعودة من السفر : على المسافر أن يستعجل في العودة، ولا يطيل البقاء في السفر لغير حاجة؛ استنادا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه، ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله) .

آداب السفر وأحكامه في شريعة الإسلامية

2) الحكمة من قول دعاء السفر :

    تحدث القرطبي عن حكمة ذكر دعاء السفر، أو دعاء الركوب ؛ وهي:  أن يحفظ الله المسافر والراكب، ويرجع من سفره بسلام، فكم من راكب دابّة عثرت به ؟ أو طاح من ظهرها فمات، وكم راكب لسفينة انكسرت به فغرق ؟

      وقد أشار القرطبي أن المسلم لا ينبغي أن يدع دعاء السفر بل يذكره بقلبه ولسانه حتى يكون مستعدا للقاء الله بإصلاحه نفسه. وليحذر من أن يكون ركوبه ذلك من أسباب موته التي كتبها الله عليه وهو غافل عنه، أي عن دعاء السفر، وهذا ما يدل على أهمية هذا الدعاء.

      وقد حكى القرطبي – رحمه الله – مجموعة من القصص والحكايات للذين لم يهتموا بدعاء السفر، أو تركوه و لم يذكروه لا بقلبهم ولا بلسانهم، فأدى بهم الأمر إلى الهلاك.  فدعاء السفر واجب على المسلم اعتقاده بالقلب، بينما ليس واجبا ذكره باللسان، وقد قال ابن العربي رحمه الله : (وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ ذِكْرُهُ بِاللِّسَانِ، وَإِنَّمَا الْوَاجِبُ اعْتِقَادُهُ بِالْقَلْبِ، أَمَّا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لَهُ ذِكْرُهُ بِاللِّسَانِ) .

حكم دعاء السفر والركوب الغير مأثور:

دعاء السفر
دعاء السفر

   يعد الدعاء من أهم العبادات وأفضلها، فعلى المسلم أن يهتم بهذا الأمر وألا يغفل عنه، وأن يتحرى الأدعية والأذكار المأثورة، وخاصة عند أوقات معينة كالسفر، و دخول المسجد، والخروج منه، ودخول الخلاء، وغير ذلك من الأذكار والأدعية؛ وفي مسند أحمد ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، غَضِبَ عَلَيْهِ“.

  فلا ينبغي للمسافر أن يدعو بشيء من عنده فيعتبره دعاء للسفر إذا لم يذكر في القرآن والسنة، ولم تروى عن الصحابة رضوان الله عنهم. لأن الدعاء من العبادة، بل هو أفضل العبادات، فلا يصح سنّ دعاء معين ليزمه المسافر، ويقوله كلما أراد أن يسافر، فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم “الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ”، وتلا قوله تعالى :((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) سورة  غافر، الآية :60 . والحديث  رواه أَبُو داود والترمذي في سننهما .

   وبناء على هذا  فليس لأحد أن يُسَنَّ من دعاء السفر وغيره غَير المسنون، ثم يجعلها عادةً راتبةً يواظب الناسُ عليها، كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله (بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن به الله ).

هل دعاء السفر والركوب يَعُمُّ جميع وسائل النقل ؟

thinker 28741 1280
هل دعاء السفر والركوب يَعُمُّ جميع وسائل النقل

   يسأل الكثيرون عن أدعية خاصة لكل وسيلة نقل للسفر، فتجده يهتم بدعاء السفر بالطائرة، والآخر دعاء السفر بالسيارة، والثالث دعاء السفر بالناقلة، والرابع دعاء السفر بالقطار،  ظنا في نفوسهم أن لكل وسيلة نقل دعاء خاصا بها في السفر، يقال عند ركوب تلك الوسيلة.

    والبعض يتجه إلى سبب السفر؛ فيظن أن لكل سبب دعاء خاصا، فيسألك مثلا عن دعاء السفر للعمرة، أو دعاء السفر للحج، أو دعاء السفر للعلاج ؛ أو دعاء السفر للزواج، او دعاء السفر للعمل ،  إلا أنه لا يجد ما يحتاجه من الأدعية الخاصة لكل وسيلة نقل أو لكل سبب، فحينما يلقي بصره على الأذكار والأدعية الخاصة بالسفر في كتاب من كتب الأذكار والأدعية، فلا يجد إلا أدعية قليلة ومختصرة تعم جميع وسائل النقل، وكيفما كانت أسباب السفر، إلا ما سنشير إليه فيما بعد، علما أن جميع وسائل النقل لها أدعية موحدة.

 وأدعية السفر معروفة ومأثورة وتسري على مجموعة من وسائل النقل المعاصرة، وربما تظهر وسائل أخرى أكثر تطورا.

    ولقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز إلى أن وسائل النقل من بواخر والدواب ، وما سخره الله عز وجل لنا في هذا العصر من القطارات والطائرات وغيرها، كلُّ ذلك من رحمة الله ولطفه، وتسخيره، وإكرامه ، وإنعامه على عباده، فلا يليق بمَن استوى على وسيلة من وسائل النقل المعروفة أن يغفل عن ذكر المنعمِ والمتفضِّل بها والثناء عليه بما هو أهله.

دعاء السفر بالطائرة والقطار والسيارة والدابة :

    تعددت وسائل النقل وتنوعت؛ فمنها الوسائل البرية كالسيارة والقطار والناقلة والدابة وغيرها، ومنها الجوية: كالطائرات بمختلف أنواعها ، والبحرية: كالسفن والبواخر، إلا أن دعاء السفر دعاء موحد، يقال في كل الوسائل بالرغم من وجود دعاء السفر الخاص بركوب السفينة أو الباخرة.

   ولقد جاء ت سورة الزخرف ( 12 -13) وهي تتضمن ما ينبغي أن يقوله المسافر عند سفره، سواء تعلق الأمر بالسفر بالطائرة، أو السفر بالقطار، أو السفر بالسيارة، أو السفر بالدابة الذي هو الأصل، أو غيرها من وسائل النقل الأخرى التي ستظهر فيما بعد، وفي هذا الصدد قال الله تعالى : ((وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)).

  فمن خلال الآية المذكورة نستنتج أن دعاء السفر بصفة عامة هو قوله تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ )) . فيقوله صاحب  السفر بالطائرة، و السفر بالقطار، و السفر بالسيارة، و حتى السفر بالدابة، كما يقوله أيضا المسافر عبر الباخرة، بالرغم من ورود دعاء السفر الخاص بالباخرة في سورة هود،

     فدعاء السفر المذكور في الآية لا يقتصر على وسيلة نقل دون أخرى، بل هو عام في جميع وسائل النقل وحتى التي ستظهر فيما بعد حسب تطور الصناعة والتكنولوجيا.

دعاء السفر بالسفينة من القرآن

   كما قلنا في السابق أن دعاء السفر المذكور أعلاه يعم جميع وسائل النقل، لكن  الله سبحانه وتعالى علَّمنا أيضا على لسان نوح عليه السلام ما يقال عند السفر عبر البواخر والسفن ؛ وهي قوله تعالى : ((وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)) . ( سورة هود: 41) .

   فلابأس أيضا أن يذكر المسافر بالسفينة هذا الذكر بالإضافة إلى دعاء السفر المذكور أعلاه ليجمع بين الحسنيين .

طريقة ذكر دعاء السفر  ( صيغة دعاء السفر ) :

  •  أولا :التسمية :  بعد أن يضع المسافر رجلَه في مركوبه، سواء كان مسافرا بسيارته، أو مسافرا بالقطار، أو مسافرا بالطائرة، أو بوسيلة أخرى يقول : (بِسْمِ اللهِ) .
  • ·       ثانيا : الثناء على الله : ففي حالة استوائه على مركوبه ( السيارة ، القطار ، الطائرة، الدابة ..) يقول : (الحَمْدُ للهِ ) ثم يقول ((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ))
  • ثالثا: الثناء والتكبير والاستغفار : وبعد المرحلة الثانية تأتي المرحلة الثالثة؛ وهو أن يقول المسافر ثلاث مرات : الحَمْدُ للهِ ، ثُمَّ يقُول أيضا : اللهُ أَكْبَرُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يقول : سُبْحَانَكَ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ

    والطريقة المذكورة؛ سندها: الأثر الذي رواه علي بن ربيعة في مسند أبي داود الطيالسي ،  كما نقله القرطبي في تفسيره، حيث قال علي بن ربيعة: شَهِدْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ: الحَمْدُ للهِ، ثُمَّ قَالَ: (( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)) ، ثُمَّ قَالَ: الحَمْدُ للهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.. “.

    .

دعاء السفر المختصر من القرآن والسنة النبوية :

    هناك مجموعة من الأذكار والأدعية التي تخص المسافر في سفره، ولا محيد للمسلم عنها، فهي أدعية للحفظ، والسلم، والتوبة إلى الله والاستغفار، ومن هذه الأدعية ما يلي :

      ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَ: ((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ))، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ وَالأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ “.

شرح دعاء السفر المذكور أعلاه

  • قوله في الدعاء : “اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرنا هذا واطْو عنا بُعده” بمعنى : يسِّره لنا وقصِّر لنا مسافته.
  • وقوله: “والخليفة في الأهل” ، والمقصود بذلك أنِّي أعتمد عليك وحدك يا رب في حفظ أهلي. ثم قوله: “.. وعثاء السفر” وهو  مشقة السفر وتعبه.
  • وقوله : “وكآبة المنظر” بمعنى : سوء الحال، والانكسار بسبب الحزن والألم. أما قوله: “وسوء المنقلب” أي: الانقلاب والقفول من السفر بما يُحزن ويسوء، سواء في نفسه أو في ماله وأهله.
  • وقوله: “آيبون” بمعنى : نحن آيبون، من آب إذا رجع، والمقصود راجعون بالسلامة والخير. وقوله: “تائبون” بمعنى : راجعون إلى الله عزَّ وجلَّ بترك ذنوبنا. ثم قوله: “لربِّنا حامدون” يقصد : لنعمه العظيمة وعطاياه الكثيرة وتسهيله وتيسيره لأموره .

ما يقال للمسافر ( دعاء للمسافر) :

دعاء للمسافر
دعاء للمسافر

     تحدثنا عن دعاء السفر الذي يقوله المسافر، ولكن لم نذكر الدعاء الذي يُقال للمسافر؛ كدعاء السفر للابن أو الأبناء الذين سافروا ، أو دعاء سفر الأم في حالة خروجها للسفر، أو ما يقال في حالة سفر الأب، فمَنْ مِنَّا لا يريد الدعاء لوالديه سواء في سفرهما أو غيره، ومن منا لا يريد معرفة دعاء توديع الأهل عند السفر، وَمَنْ مِنَّا لا يدعو دعاء السفر للمسافر بالوصول  بالسلامة ، ومَنْ مِنَّا لا يريد أن يدعو دعاء السفر لصديقه، و أن يعرف صيغة دعاء السفر للمريض الذي سافر للعلاج.

        ولهذا نجد في سنته صلى الله عليه وسلم الدعاء لِمَن أراد السَّفر بالحفظ وحسن العاقبة وتيسير الأمر والسلامة من كل شر في جميع الأحوال، مع الوصيَّة بتقوى الله سبحانه وتعالى؛ فقد روى  الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ” كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا أَرَادَ سَفَراً: ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعُكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ“.

   وفي حديث آخر عند الترمذي أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أَنَّ رَجُلاً قال: يَا رَسُولَ اللهِ إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي. قَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، فَلَمَّا أَنْ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ: اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ“. وهذا دعاء لحفظ الشخص المسافر.

  وعند الترمذي أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إنِّي أُرِيدُ سَفَراً فَزَوِّدْنِي، قَالَ: زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى. قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: وَغَفَرَ ذَنْبَكَ. قَالَ: زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ. وفي الحديث أيضا دعاء لحفظ الشخص المسافر.

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستحدم يبدو ان متصفحك يستخدم احد ادوات منع الاعلانات برجاء اغلاق هذه الاداة او ضع موقعنا على القائمة البيضاء لديك