الأذكار

آداب السفر وأحكامه في الشريعة الإسلامية

 السفر أمر لا بد منه في الحياة، فلا يمكن أن يستقر الإنسان  في مكان واحد عمره كلها إلى أن يموت، فنادرا جدا ما تجد الشخص لم يسافر قط في حياته حتى توفي ، بل هناك من يسافر لأجل السياحة والنزهة، فتغيير الأجواء أمر محبوب عند الناس لا يمكن إنكاره، والبعض الآخر يسافر لأغراض أخرى، كالسفر للحج ، والسفر للعمرة، والسفر للزواج، والسفر للعمل، والسفر للدراسة، وكل هؤلاء المسافرين يحتاجون إلى معرفة آداب السفر، ولهذا جاء هذا المقال لتوضيح مجموعة من أحكام وآداب السفر  وهي كالآتي  :

  1. الاستخارة: فالمسلم يستخير الله في كل أموره ، ومن هذه الأمور السفر ، فيستخيره  في الوقت الذي سيسافر فيه وفي من يرافقه في السفر ، وأيضا في الوسيلة التي سيسافر بها ، كأن يسافر بالطائرة أو السفر بالسيارة ، أو السفر بالقطار ، أو السفر بالدابة …
  2. الوصية : من آداب السفر الوصية للأهل؛ إما كتابيا أو شفويا ،  وهو أن يوصي المسافر أهله بتقوى الله ولزوم طاعته ، قال تعالى : ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ الله وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا)). سورة النساء: 131 .
  3. التوبة  قبل السفر : خاصة إن كان السفر للعمرة أو السفر للحج، علما أن التوبة ينبغي أن تلازم المسلم في كل حين، ويستغفر الله في أي وقت. زيادة إلى ردّ مظالم الناس.
  4. اختيار يوم الخروج للسفر: ويستحب للمسافر أن يخرج للسفر يوم الخميس من أول النهار، لتحصيل البركة التي تكون في أول النهار، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام : (اللهم بارك لأمتي في بكورها) ؛ وفي اختيار يوم الخميس يقول كعب بن مالك – رضي الله عنه -: (لقلَّما كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس) .
  5. التوديع : من الأفضل للمسافر أن يُوَدِّع أهله، وأقاربه ، وأصحابه، وجيرانه؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أراد سفرًا فليقل لمن يخلِّف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) ، كما  يفضل أيضا أن يودع الأقارب والأصحاب المسافر، ويدعون له، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم  يودع أصحابه إذا أراد أحدهم سفرًا فيقول: (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) ولينظر مقال دعاء السفر والركوب لمزيد من التوضيح.
  6. اختيار الرفيق : يحسن بالمسافر أن يختار الرفيق الصالح في سفره، حتى لا يقع في بعض المشاكل في سفره، وهذا الاختيار الصحيح من العوامل التي تُوَفِّق المسافر في سفره، وخاصة السفر للعلاج أو السفر للعمرة، وأداء مناسك الحج ، أو السفر للزواج، أو السفر للعمل . ويُسْتحب للمسافر أن يجتهد في اختيار الرفيق الصالح، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ).
  7. دعاء السفر  : فكيفما كانت الوسيلة التي استقلَّها المسافر، فعليه أن يذكر دعاء السفر المعروف، والذي أشرنا إليه في مقال آخر؛ وهو أن  يقول ثلاث مرات : ( الله أكبر)، ثم يتبعه بقوله تعالى : ((سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ))، فيعقبه بالدعاء المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (اللهمّ إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهمّ هوِّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال، والأهل .. )
  8. القيادة في السفر : من أهم الأمور التي ينبغي  للمسافر الحرص عليها هو أن يسافر مع مجموعة من الرفقاء الصالحين، ثم يؤمروا واحدا منهم ليقود المجموعة، قال عليه الصلاة والسلام  : (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمِّروا أحدهم).
  9. الدعاء : يحسن بالمسافر لزوم الأدعية والأذكار  قبل سفره وبعده، وهذا مستحب له، وغير واجبا عليه؛ إلا أنه من الأفضل له أن يدعو بمجموعة من الأدعية، والأذكار السُّنية؛  كدعاء الخروج من المنزل  فيقول: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أزلَّ أو أُزَلَّ، أو أظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أجهلَ أو يُجهلَ عليَّ)، كما عليه أن يحرص على دعاء السفر ، سواء سفر عبر الطائرة أو السيارة أو القطار أو غيرها من الوسائل. وإذا رجع من سفره يذكر أيضا دعاء السفر ، مع بعض الزيادات التي سنشير إليها فيما بعد.
  10. الدعاء في السفر : من الأفضل للمسافر أن يكثر من الدعاء في السفر ، لنفسه و والديه  وأهله وأصدقائه وشيوخه وعامة المسلمين ، لقوله  صلى الله عليه وسلم : (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده)، وإذا كان السفر للعمرة، أو السفر للحج ، فالحاج يكثر من الدعاء على الصفا والمروة، وفي جبل عرفات، وعند  المشعر الحرام بعد الفجر، وبعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيضا أيام التشريق كما جاء في السنة النبوية .
  1. المحافظة على الواجبات : وخاصة الصلاة في وقتها، علما أن الشرع  رخص لنا في قصر الصلاة في السفر، وهذه سنة نبوية على المسافر المحافظة عليها، فهناك مجموعة من الناس رغم سفرهم يؤدون الصلوات كاملة دون قصر، وهذا خطأ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ).
  2. الابتعاد عن جميع المعاصي والذنوب : يحرص المسلم على رضى الله تعالى والبعد عن عصيانه أثناء سفره ، كما عليه ألا يُؤْدِيَ أحدا من خلقه لا بلسانه ولا بيده، ويبعد نفسه عن الغيبة والنميمة والكذب، وليحذر من التّقول على الله بما لا يعلم.
  3. التعجيل بالعودة : على المسافر أن يستعجل في العودة ولا يطيل البقاء في السفر لغير حاجة ؛ استنادا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه، ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله) .
  4. ذكر دعاء السفر أثناء الرجوع : يُستحبّ للمسافر أن يقول أثناء رجوعه من سفره ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)  وإذا رجع من سفره ورأى بلدته أو مدينته أو قريته يقول (آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون) حتى يدخلها.
  5. التخلق بالخلق الحسن: فعلى المسافر أن يتخلق بالخلق الحسن، ويعامل الناس بالحلم، والصبر عليهم، وتكون تحركاته في السفر باللين والرفق، والتواضع، وعدم اتخاذ القرارات بالسرعة،  كم عليه أن يحسن الظن بالناس .
  6. الحرص على عدم القدوم ليلا : من الأفضل ألا يقدم المسافر ليلا على أهله، إذا أطال الغَيْبَة لغير حاجة إلا في حالة إخبارهم بقدومه، والحمد لله في هذا العصر وسائل الإخبار كثيرة ومتوفرة وليست قاصرة على أحد، فالكل يملك الهواتف النقالة وذكية بأشكال مختلفة، وهي وسائل تمكن الجميع من التواصل ، حتى أصبح العالم مثل قرية صغيرة . والدليل على عدم صواب قدوم المسافر ليلا ما قاله جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (نهى النبي  صلى الله عليه وسلم  أن يطرق  الرجل أهله ليلاً).
  7. من السنة أيضا  إذا نزل المسافر منزلاً في السفر، أو غيره من الدور، أن يدعو بما ثَبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم:  (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)؛ فإنه إذا قال ذلك لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك .
  8. دعاء دخول البلدة أو القرية أو المدينة : فيستحبّ للمسافر أن يدعوَ بدعاء دخول القرية أو البلدة ، فإذا رآها واقترب منها يقول : ( اللهم ربَّ السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين  وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ).

شاهد أيضا:

ماهي الرقية الشرعية الصحيحة وحكمها ؟

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستحدم يبدو ان متصفحك يستخدم احد ادوات منع الاعلانات برجاء اغلاق هذه الاداة او ضع موقعنا على القائمة البيضاء لديك