السحر المأكول: مفهومه وأعراضه
سنتحدث في هذا المقال عن السحر المأكول وعلاقته بالقولون وآلام البطن من خلال المحاور الآتية:
تعريف السحر المأكول
هو المادة الضارة والسامة التي أكلها الشخص في طعامه، بعدما دسها الساحر فيه، أو تم خلط تلك المادة الضارة للجسم مع ماء الملح أو العسل فَرُشَّ به الطعام، وحين يأكله المراد سحره فيستقر في معدته فتنقبل حياته رأسا على عقب.
وقد سمى البعض هذا النوع من السحر بــ ” التوكال ” في بعض الدول العربية، والبعض يقصد بـ “التوكال” المواد الضارة أو السامة التي أُدخلت إلى الجسم بطرق مباشرة أو غير مباشرة لأجل إلحاق الضرر بشخص ما.
ويعد السحر المأكول من أخطر أنواع السحر على الإطلاق، لأن المصاب بهذا النوع إن لم يتم استخراجه بالطرق الصحيحة، سيستمر معه الألم أياما وشهوراً وسنوات، ويصبح مرضه مرضا مزمنا خطيرا قد يؤدي به إلى الموت والهلاك حفظ الله الجميع .
أعراض السحر المأكول وعلاماته
وقد تحدثنا عن علامات السحر و أعراضه بصفة عامة في مقال آخر خصصناه لذلك الغرض، ولما تكلمنا عن أعراض السحر هناك؛ أشرنا إلى مجموعة من علامات السحر المأكول في ذلك المقال.
ونحن هنا سنفرد حديثنا عن العلامات التي تخص السحر المأكول ؛ بالرغم أن هناك تربطا وانسجاما بين بعض أنوعه.
وعلامات السحر المأكول المعروفة بالتجريب هي كالتالي:
أعراض السحر المأكول قبل الرقية :
- آلام في البطن: يحس المصاب بالسحر المأكول بألم في بطنه، وخاصة بعد أكله لتلك المادة المسمومة، والتي دس فيها السحر، وهذه العلامة هي أقوى علامات الاصابة بالسحر المأكول. غير أنه ليس كل ألم يشعر به الشخص في بطنه يعد علامة للسحر المأكول، لأنه قد يصاب بمرض آخر يتطلب منه ذلك الذهاب إلى الطبيب للعلاج.
- ضيق عند التنفس: يعد ضيق التنفس من أعراض السحر بصفة عامة، لكن قد تكون تلك العلامة إشارة إلى السحر المأكول خاصة، والمصاب بهذا النوع من السحر يجد نفسه مشابها لما يحدث لأصحاب الربو.
- الإمساك : يعد الإمساك في كثير من الحالات من أعراض السحر المأكول، وخاصة ذاك الإمساك المزمن، إن لم يكن هناك سبب آخر، كما أنصح المصاب بزيارة المريض أولا، وإذا لم تتحسن صحته يلجأ لعلاج نفسه بالطرق التي سنتحدث عنها.
- الألم في المعدة : قديما قيل المعدة بيت الداء، ولا شك أن هذا الشعور بالألم في المعدة من علامات السحر المأكول نظرا لدخول تلك المادة الضارة والمسببة للسحر إلى المعدة، وأن ضررها سيصيب المعدة لا محالة، وغالبا ما يصاحب هذا الألم في المعدة غثيان في بداية المرض. إلا أنه قبل اللجوء إلى علاج السحر المأكول بالطرق التي سنتحدث عنها لا بد من زيارة الطبيب لتشخيص الحالة.
- ظهور بقع زرقاء: من أعراض السحر المأكول؛ ظهور بقع زرقاء في العضو الذي أثر فيه السحر، والشعور بألم فيه كاليد والرجل والبطن وغيرها من أعضاء الجسم.
- الغازات في البطن : قد يصاب المسحور بالسحر المأكول، فيتحول ذلك إلى غازات يصعب على الشخص التخلص منها بالأدوية التي يقدمها له الطبيب، ومن تمة عليه أن يتجه إلى المختصين في الرقية الشرعية ليشخص له الراقي حالته.
- الألم الشديد فترة الدورة: هذه العلامة تخص النساء، ففي فترة الحيض تحس المرأة المصابة بالسحر المأكول بألم شديد وغير طبعي أثناء الدورة، ورغم زيارتها للطبيب وتناولها للأدوية تبقى حالتها كما هي، فهذه من علامات السحر المأكول.
- فقدان شهية الأكل: قد يفقد المصاب بالسحر المأكول بفقدان شهية الأكل أو ضعف الشهية، إذ المصاب لا يرغب في الأكل في أغلب الأحوال إلا نادرا، مما يؤدي به إلى فقدان الوزن.
- الخمول والكسل : من أعراض السحر المأكول: الشعور بالخمول والثقل في البدن وخاصة في الأكتاف .
- ضعف الرؤية : من أعراض السحر المأكول : الشعور بضعف البصر من خلال النظر إلى أبعد المناطق التي عادة ما تظهر للشخص الغير مريض، وقد يظهر بريق في عيني المسحور أو تظهر خطوط بيضاء أو سوداء للمصاب رغم أنه زار الطبيب المختص بدون جدوى.
- فقدان الوزن: يفقد المصاب كثيرا من وزنه الأصلي بسبب عدم رغبته في الأكل.
- آلام أسفل الظهر: في أغلب الحالات عند التشخيص تجد المصاب بالسحر المأكول يعاني من آلام في أسفل الظهر، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود السحر في القولون.
- علامات السحر المأكول أثناء الرقية :
- الشعور بالحرارة: صاحب السحر المأكول يشعر بحرارة في بطنه، بل في جسده بصفة عامة، وخاصة أثناء الرقية الشرعية.
- خروج رائحة كريهة من الفم: وأصل هذه الرائحة من المعدة فتخرج من الفم سواء قبل الرقية أو بعدها لكن تكون قوية أثناء الرقية.
- الشعور بثقل في البطن: يحس المريض أثناء الرقية الشرعية بثقل كبير في بطنه وكأن كرة تستقر فيه وقد تتحرك أحيانا أو تكون ساكنة.
- الألم الشديد في البطن: يحس المسحور بألم شديد أثناء الرقية في بطنه وهو مؤشر كبير على إصابة المَرقي بسحر مأكول يستقر في بطنه.
- الرعشة والحركة: نجد المصاب بالسحر المأكول وغيره من أنواع السحر؛ يرتعش عند قراءة القرآن، فيتم ملاحظة رجليه تتحرك حتى أنه لا يستطيع أن يتحكم في جسده؛ وهكذا يميل يمينا وشمالا وبشكل غريب، وخاصة عندما يتحرك شيء يشبه الكرة في جوفه. ويعد هذا من أقوى الأدلة على إصابة الشخص بالسحر المأكول.
- سواد الوجه: حينما تنظر إلى وجه المسحور تجد لون وجهه أسودا أثناء الرقية الشرعية، وكلما أخرج المسحور ما في بطنه رجع لون وجهه إلى حالته الطبيعية.
- فقدان الوعي : المصاب بالسحر المأكول يفقد وعيه أثناء القراءة عليه، ولا يدري ما يدور حوله، وحينما يرجع وعيُه فتسأله عما جرى له أثناء فقده للوعي تجده لا يذكر شيئا، وهذا من أكبر أعراض السحر بصفة عامة وليس السحر المأكول فقط .
- الغثيان : كلما استمر الراقي في القراءة يشعر المرقي بغثيان شديد، ما يدل على أن السحر المأكول استقر في جوف المريض، وأثناء القراءة لا تتحمل تلك المادة البقاء في بطن المسحور، بسب قوة الرقية إن كان السحر جديدا، وخاصة عند قراءة آيات إبطال السحر المأكول .
- البزاق: إذا أكثر صاحب السحر المأكول من البزاق أثناء الرقية، فذلك علامة على الإصابة بذلك النوع من السحر.
طرق علاج السحر المأكول :
علاج السحر المأكول كغيره من الأسحار يكون بمجموعة من الطرق، وأقوى طريقة هي: إخراجه من المكان الذي يكون فيه السحر ثم إبطاله، كما يعالج بالحجامة والاستفراغ والجراحة والرقية ، و سنتحدث عن بعض الطرق المهمة بإذن الله تعالى وهي كالتالي :
علاج السحر المأكول بالأذكار
لعلاج السحر المأكول لابد من التزام المريض بعدد من الأمور قبل أن نتحدث عن طرق العلاج، ومن هذه الالتزامات ما يلي :
المواظبة على أذكار الصباح والمساء، وقد تحدثنا عن هذا الأمر في مقال آخر بما فيه الكفاية.
المحافظة على قراءة آية الكرسي وخاصة قبل النوم. وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب تحث على المواظبة على قراءة آية الكرسي عامة، وعند النوم خاصة.
الالتزام بقول كل يوم : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة في الصباح ومائة أخرى في المساء لما ورد في الحديث النبوي أنها حرز من الشيطان.
الإكثار من قراءة القرآن بصفة عامة ثم الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى، وقد سمها ابن القيم رحمه الله بالأدوية الإلهية. وهي من أعظم ما يقي الإنسان من جميع أنواع السحر وغيرها.
الاستفراغ :
والاستفراغ يكون في المحل الذي يصل إليه السحر، لكون السحر له تأثير في الطبيعة كما ذكر ابن القيم، بحيث إذا ظهر في عضو ما ويمكن استخراج تلك المادة الضارة من ذلك العضو فهو جيد وينتفع به المسحور بإذن الله تعالى.
والمعروف أن أُصُولُ الِاسْتِفْرَاغِ الخمسة التي جاءت بها السنة النبوية هِيَ : الْإِسْهَالُ، والحجامة، وَالْقَيْءُ، وَخُرُوجُ الْأَبْخِرَةِ وَالْعَرَق.
ونقصد بالاستفراغ هنا إخراج ما في البطن من الفضلات من خلال شرب ماء دافئ وبه بعض الأعشاب الخاصة لذلك الغرض مثل السنا مكي أو الريحان أو ورق شجر الخروب الذكر، وهي أعشاب تساعد على إخراج ما في البطن إما من الأسفل كالسنا أو من الفم كالريحان، مع قراءة آيات إبطال السحر. وعندما يتمكن المسحور من استفراغ ما في بطنه من المواد الرديئة والفاسدة يحس براحة تامة.
وفوائد القيء عديدة منها ما يلي :
- يَنْفَعُ قُرُوحَ الْكُلَى، وَالْمَثَانَةِ، وَالْأَمْرَاضَ الْمُزْمِنَةَ
- يُنَقِّي الْمَعِدَةَ وَيُقَوِّيهَا
- يُحِدُّ الْبَصَرَ، وَيُزِيلُ ثِقَلَ الرَّأْسِ.
إلا أنه ينبغي التنبيه إلى مسألة مهمة وهي أن الاستفراغ ( القيء) بعد أكل الطعام أمر خطير وليس بسليم، والصحيح أن الاستفراغ يكون صباحا قبل الفطور وليس بعده.
رقية السحر المأكول ( آيات إبطال السحر )
لا شك أن المصاب بالسحر المأكول تنفعه الرقية الشرعية بإذن الله ليذهب عنه ذلك المرض، وخاصة إذا واظب المسحور على قراءة آيات إبطال السحر، وإذا لم يستطع أن يقرأ القرءان، فلا بأس بالاستعانة بذوي الخبرة في المجال من الرقاة والمعالجين.
وليعلم المسحور أن القرآن كله ينفع، ولكن إن عرف المريض أن به سحرا مأكولا؛ فليكثر من قراءة آيات إبطال السحر لأهميتها في علاج هذا النوع من السحر وغيره من الأنواع الأخرى. ومن آيات إبطال السحر التي ينبغي التركيز عليها ما يلي :
- ففي سورة الأعراف : (118- 119 ) يقول الله تعالى : ((فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ))
- يقول الله تعالى في سورة يونس ( 81 ) : ((فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ))
- وفي سورة طه ( 69 ) يقول عز وجل : (( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ))
ويشترط في قراءة الآيات السابقة التكرار بمعنى أن يكررها القارئ عدة مرات دون أن يمل منها، والقرآن الكريم شفاء للسحر وغيرها من الأمراض . فآيات إبطال السحر لها مفعول قوي لعلاج السحر بصفة عامة وليس السحر المأكول فقط .
ورق السدر لإبطال السحر المأكول
هناك خلطة لإبطال السحر ذكرها العلماء وهي: أن يأخذ المريض أو المعالج سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بين حجرين اثنين ويخلطه بالماء الذي قرأ عليه آية الكرسي وقل أعوذ برب الفلق كاملة و قل أعوذ برب الناس أيضا، إضافة إلى آيات إبطال السحر التي أشرنا إليها سابقا، وهي في سورة الأعراف ويونس وطه، فيشرب منها المَرقي ثلاث حسوات، ثم يغتسل بالباقي فسيشفى بإذن الله تعالى . علما أن هذه الخلطة تصلح لأنواع أخرى من السحر كأن يحبس الرجل عن أهله و هو ما يسمى بعقد الرجل عن أهله. وقد أشار إليها القرطبي نقلا عن ابن بطال.
اقرئ أيضا :
