ماهي الرقية الشرعية الصحيحة وحكمها ؟
سنتكلم في هذا المقال عن ماهي الرقية الشرعية الصحيحة، التي هي من الأمور العِلاجية التي تعالج أصحاب الأمراض النفسية، والعضوية أحيانا، وهكذا سنركز في كلامنا على ما يلي:
ماهي الرقية الشرعية وحكها:
معنى الرقية :
الرقى: جمع رقية كالدُّمى ومفردها دُمية، واسترقاه: طلب منه الرقية، قَالَ ابْنُ الأَثير: الرُّقْيَة العُوذة الَّتِي يُرْقى بِهَا صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآفَاتِ.
ويمكن تعريفه أيضا بقولنا؛ الرقية: هي آيات وأذكار مأثورة خاصة يتلوها الراقي على المرقي بالحمى أو المس أو الصرع أو بقصد الشفاء.
وتعريف آخر للرقى، هو : الالتجاء إلى الله تعالى والتوكل عليه بآيات وأذكار لغرض الشفاء.
حكم الرقية :
وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها، وفي بعضها النهي عنها
وَإِنَّمَا تُكْرَهُ الرُّقْيَةُ إذَا كَانَتْ بِغَيْرِ لِسَانِ الْعَرَبِ وَلَا يُدْرَى مَا هُوَ، وَلَعَلَّهُ يَدْخُلُهُ سِحْرٌ أَوْ كُفْرٌ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ الْقُرْآنِ وَشَيْءٍ مِنْ الدَّعَوَاتِ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
لماذا تضاف كلمة الشرعية إلى الرقية ؟
قولنا الرقية الشرعية لإخراج الرقية التي ليست بالشرعية ، فهناك من يرقي بأشياء أخرى لا علاقة لها بالسنة ولا الشريعة الإسلامية، وما أنزل الله بها من سلطان ، وربما يستعمل(الراقي) كلاما غير مفهوم أوليس بعربي، أو كلمات مبهمة وليست واردة في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية .
الكلمات المتداولة في الرقية :
هناك مجموعة من الكلمات التي يتم تداولها في مجال الرقية الشرعية ، ولابد من الإشارة إليها لأن الباحث في هذا المجال أو القارئ لهذه السطور وغيرها من المقالات التي لها علاقة بالرقية الشرعية، ينبغي له معرفتها حتى لا يقع له الخلط واللبس في استيعاب مفاهيمها .
الراقي :
وهو صانع الرّقية، وَصَاحب الرقى، وجمعها رقاة. وهو المعالج للمصاب بالسحر أو العين أو غيرهما .
- المَرْقي: هو من طلب الرقية أو هو المريض المصاب بالسحر أو العين أو الحسد أو غيرها من الأمراض النفسية والعضوية.
وللعلم فعلى الراقي والمرقي أن يستحضرا حسن الظن بالله تعالى وعظيم التوكل عليه، ويعلما أن المطلوب قبل هذه الرقية: التزام التقوى، والتَّحَصُّن بما شرعه الشارع من أذكار يومية، تحفظ المسلم في ليله ويومه، كما لا ينبغي التعويل على صلاح الراقي والرقية بعينها، لأن الشفاء من الله، وليس في الرقية، فالمريض يتوكل على الله ويحسن الظن به ويلتجأ إلى أسباب العلاج.
- استرقى: يعني فلَانا طلب مِنْهُ أَن يرقيه يُقَال استرقيته فرقاني وَله طلب لَهُ من يرقيه.
- الرُّقية بضم الراء وسكون القاف، جمع رقى ورقيات، وقد سبق لنا أن قدمنا تعريفا للرقية يرجع إليه علاه .
- التميمة
التميمة في اللغة عوذة وهي الشيء الذي يعلق على الإنسان، وقيل هي خرزات كان العرب يعلقونها على أبنائهم خوفا من العين حسب زعمهم .
وقيل أيضا: التميمة في اللغة: القلادة، وهذا أصلها، وعرفها أهل العلم بقولهم: التميمة هي: ما علق في الأعناق من القلائد خوفا من العين، أو غيرها من أنواع البلاء.
ولقد عرفها الفقهاء بأنها عبارة عن ورقة يكتب فيها شيء من القرآن أو غيره فيعلقها الشخص في عنقه أو في مكان آخر من جسده.
تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من التميمة :
ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها في حديث الذي رواه عقبة بن عامر حيث قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : ((من تعلق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة ، فلا ودع الله له)) ؛ ويعنى هذا الحديث النبوي: أن الذي علق تميمة خشية ما سينزل عليه، أو لن ينزل.
فقوله صلى الله عليه وسلم (فلا أتم الله له ) يقصد به عليه الصلاة والسلام فلا أتم الله له عليه صحته وعافيته.
وقوله عليه الصلاة والسلام ( ومن تعلق ودعة) والودعة بدورها تميمة في معناها.
وقوله صلى الله عليه وسلم (فلا ودع الله له) بمعنى: فلا ترك الله له ما هو فيه من العافية أو مثل هذا.
وعليه؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم حذر كل من علق تميمة، وهو ما كان أهل الجاهلية يفعلونه، حيث يعلقون التمائم والقلائد ظنا منهم أنها تبعد عنهم البلاء والأمراض والسحر والعين والحسد، وهذا غير صحيح؛ فالذي يعافي ويشفي هو: الله سبحانه وتعالى لا شريك له. فجاء كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ليمنعهم وينهاهم عن صنيعهم هذا.
وقد قال ابن مسعود : الرقى والتمائم والتولة شرك. ولا خلاف بين الفقهاء في عدم جواز التميمة إذا كان فيها اسم لا يعرف معناه، لأن الشيء الغير المفهوم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك، وأن الذي يدفع ذلك البلاء هو الله سبحانه وتعالى لا غير.
تعليق تميمة القرآن :
إذا لم يُكتب في التميمة إلا القرآن الكريم وأسماء الله وصفاته، فقد اختلف العلماء في ذلك إلى رأيين:
المذهب الأول: وهو مذهب الجمهور الذي يمثله الحنفية والمالكية والشافعية وأحمد في رواية حيث ذهب أصحاب هذا المذهب إلى جواز ذلك.
المذهب الثاني : وهو رواية أخرى عن أحمد التي تحرم تعليق التمائم. وبه قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من التابعين.
وللاطلاع على تفاصيل موضوع تعليق التمائم، فقد خصصنا مقالا لذلك، وضحنا فيه اختلاف الفقهاء في ذلك مع ذكر أدلة كل فريق. ولمن أراد أن يزيد في ذلك يرجع إليه هناك.
والفرق بين التميمة والرقية أن الأولى كما رأينا سابقا أنها ورقة يكتب فيها شيء من القرآن أو غيره، أو يتم الخلط فيه بين القرآن وأذكار أو غيرها، بينما الرقية تكون بقراءة شيء من القرآن أو أذكار نبوية. وقيل الفرق بينهما هو أن الرقية تعويذ مقروء بينما التميمة : تعويذ مكتوب.
العُوذة :
يُقَالُ: عَوَّذْت فُلَانا بِاللهِ وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين إِذا قُلْت أُعيذك بِاللَّهِ وأَسْمائه مِنْ كُلِّ ذِي شرّ وَكُلّ دَاءٍ وَحَاسِدٍ وحَينٍ.
وعليه فالعُوذة والمَعاذَة والتَّعْويذُ هي الرقية التي يُرقى بها الإنسان من فزَعٍ أو حُمى أو جنونٍ أو مس أو صرع لأنه يعاذ بها.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ نَفْسَهُ بالمعوِّذتين بعد ما سُحر، كما كان عليه الصلاة والسلام يُعوِّذ ابنيْ ابنتهِ البَتُول بالمعوِّذتين ، والمقصود بالمعوذتين هما سورتا الفلق والناس.
والتعويذ في الاصطلاح يشمل الرقية وغيرها، كالتمائم مما هو مشروع أو غير مشروع، فالرقية أخص من التعويذ، لأن التعويذ يشمل الرقية وغيرها، وعليه فكل رقية تعويذ وليس العكس.
- التُوَلة : التولة في اللغة: السحر و ضرب من الخرز . كانوا يرون أنه يحبب المرأة إلى زوجها. واصطلاحا هو: تحبيب المرأة إلى زوجها، فقد فسرها ابن مسعود رضي الله عنه بعدما سُئل عن كلمة ( التولة ) في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرقى والتمائم، والتولة شرك ) فقال: ( شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن ) وعليه فالتولة ضرب من التعويذ .
- التفل : وهذه الكلمة لها علاقة وطيدة بالرقية الشرعية، فالتفل هو: النفخ مع شيء من الريق، فالتفل يشبه البَزْق إلا أنه ليس بالبزق حقيقة، فهو أقل منه.
- الرتيمة والرتمة: خيط يربط بأصبع أو خاتم لتستذكر به الحاجة، وقيل هي : خيط كان يربط في اليد أو في العنق في الجاهلية لدفع الضرر عنهم حسب ظنهم.
- النشرة: في اللغة كالتعويذ والرقية، والتنشير : الرقية ، أو كتابة النشرة .
واصطلاحا: هي أن يكتب شيئا من القرآن أو من أسماء الله تعالى، ثم يغسله بالماء، ثم يمسح به المريض أو يسقيه, الان تعرفنا على ماهي الرقية الشرعية وحكها.
اقرئ أيضا :
